إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

157 ـ بشار بن برد (95 ـ 168هـ، 714 ـ 784م)

بشار بن برد بن يرجوخ بن أزدكرد، العقيلي بالولاء، أبو معاذ. أصله فارسي من طخارستان، غربي نهر جيحون، ولد في البصرة، وعاش في بغداد، ونسيته إلى امرأة "عُقيلية"، قيل إنها أعتقته من الرق. عاش في بيت فقر وفاقة، ولعل ذلك كان سبباً في شدة تَبَرُّمه بالناس، ونفوره منهم. كان ضخماً، حاد الطبع والمزاج، جريئاً علي أعراض الناس، علي أنه ربما سلك سبيل الفكاهة والسخرية. وكان كثير التلون في ولائه، كثير الفخر بفارسيته، إلي القدر الذي يحط فيه من قدر العرب، تعريضاً أو تصريحاً. وأدرك الدولتين الأموية والعباسية، ويُعد من أعلام شعراء القرن الثاني للهجرة. وشعره كثير متفرق، من الطبقة الأولى، جُمع بعضه في "ديوان" 3 أجزاء. ومع أن بشاراً ولد مكفوفاً، إلاّ أنه كان يجيد التشبيه والتصوير والوصف. أكثر في شعره من التشبيب بالنساء والهجاء. اتُهم بالزندقة، ومات ضرباً بالسياط ودفن في البصرة. ومن أشهر شعره قوله:

إذا كنت في كل الأمور معاتبا

صديقك لم تلقِِ الذي لا تعاتبه

فعش واحداً أو صِل أخاك فإنه

مقارف ذنب مرة ومجانبه

إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى

ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه.

قال عنه الجاحظ: "كان شاعراً راجزاً، سجّاعاً خطيباً، صاحب منثور ومزدوج، وله رسائل معروفة". وكانت عادته، إذا أراد أن ينشد أو يتكلم، أن يتفل عن يمينه وشماله، ويصفق بإحدى يديه على الأخرى، ثم يقول. وأخباره كثيرة. ولبعض المعاصرين كتب في سيرته، منها "بشار بن برد" لإبراهيم عبد القادر المازني، ومثله لأحمد حسين منصور، ولحسنين القرني، ولمحمد على الطنطاوي، ولحنا نمر، ولعمر فروخ.